ستيف جوبز وقصة صعود أبل "الجزء ألاول"
ستيف جوبز ¹
وقتك محدود، لذلك لا تضيعه بأن تعيش حياة شخص آخر. لا تَكُن محاصراً بعقيدة الأخرين أو تعيش وفق نتائج تفكير الآخرين، لا تدع ضجيج آراء الآخرين يُغرق صوتك ورغبتك الداخلية . والأهم من ذلك، تحلَّ بالشجاعة لمتابعة قلبك وحدسك وكن ما أنتَّ عليه.
كلمات تكتب بماء الذهب على لسان ستيف جوبز
مهندس أبل وأحد مؤسسيها .
بدأت كل القصة حين كان الزوجان "بول وكلارا جوبز في انتظار طفل ، وهما زوجان من سان فرانسيسكو، وحين جاءت المكالمة المنتظرة في منتصف الليل
اغتنما فرصة تبني الوليد علي الفور وسمياه " ستيف بول"بعد ذلك بعامين. تبين أن ستيف الصغير طفل غريب ، وأن تربيته تمثل تحديًا .في إحدى المرات وضع دبوس شعر في مقبس الكهرباء! مما ادي إلي نقله إلى غرفة الطوارئ لاحتراق يده . وفي مرة أخرى تناول سمَّ النمل ، وتطلَّب الأمر نقله إلي المستشفى لغسيل معدته .وحتى يشغلاه في حالة استيقظ قبل بقية أهل البيت، اشترا له والده حصانًا خشبيًّا هزازًا ، ومسجلًا ،وبعض تسجيلات المغني ((ليتل ريتشارد)) كان طفلًا صعب عند ما كان ستيف في الخامسة، نُقل والده بول إلى مدينة "بالو ألتو"، التى تقع على بُعد حوالي خمس وأربعين دقيقة إلى الجنوب من سان فرانسيسكو. بعد أن خدم في حفر السواحل في الحرب العالمية الثانية ، عمل بول ميكانيكًّا وبائعًا للسيارات المستعمله.أما في وقت فراغه كان يصلح السيارات المستعمله ويبيعها لتوفير بعض المال اللازم ليلتحق ستيف بالجامعة فيما بعد
على مر السنوات ، تذكَّر ستيف والده قايلًا:(( كان يقضي وقتًا طويلًا معني ... يعلمني كيف اركّب بعض الاشياء وافكها ، لاركَّبها مرة أخرى))
تركت دقةُ حرفية والده وأهتمامه بأدق الفاصيل، أثرًا عميقًا في نفس ستيف.قال عنه جوبز لصحفي في ١٩٨٥:(( كان عبقريًا في استخدام يده. يستطيع اصلاح أي شيء ويجعله يعمل ، كما يستطيع فك أي آلة وتركيبها مرة أخرى )). وأكد والده أيضًا على إنجاز الأمور بشكل صحيح.على سبيل المثال علَّم ابنه:(( عند ما تكون نجارًا يصنع ادراجًا جميلة ، لا تستخدم في ظهر الدُّرج رقائق من الخشب ، حتى لو كان الظهر مواجهًا للجدار ولن يراه أحد ،سوف تعرف أنه موجود ، ولذا عليك أن تستخدم قطعة جميلة من الخشب في الظهر )).وكان هذا الدرس الذي طبقه جوبز كثيرًا على منتجات أبل الجديدة قال :((حتى تنام مستريحًا في الليل ، يجب أن تأخذ الجماليات والجودة مَداهما)).
لسوء حظ ستيف ، صارت معرفته بالقراءة مشكلة .بمجرد التحاقه بالمدرسة ،كما يتذكَّر ستيف: ((كُنت اود القيام بشيئين فقط :قراءة
الكتب لأنني أحب قراءتها ، والخروج لمطاردة الفراشات)).
أما ما كان لا يريد فعله فهو أتباع التعليمات ، رفض نظام اليوم الدراسي ، وسرعان ما أصابه الوجود في الفصل بالملل. كان يشعر بأنه مختلف عن زملائه.
في واقع الأمر ، كان والداه مؤمنين بأنه متميز جدًّا ، متالق بشكل استثنائي
على النقيض ، رأى بعض مُدرسيه أنه طفل مثير للمشاكل وليس متميزًا. شعر جوبز أن المدرسة مملة وكريهة جدًّا
طُرد ستيف من المدرسة مرتين أو ثلاثًا لسوء سلوكه ،لكنه لا يذكر أنه عُقب بسبب ذلك بل على العكس كان والده يدافع عنه ، قائلًا للمدرسين : (إذا لم تستطيعوا أن تثيروا اهتمامه فهذا خطؤكم).
جمع والداه القليل الذي كان لديهما واشتريا منزلاً في لوس ألتوس ، حيث المدارس ممتازة وآمنة ، على أمل أن ابنهما الموهوب ربما يركز في دراسته، ولكن في منتصف ستينات القرن العشرين ،كان الزمن تغير ، وسرعان ما شغلت ذهن جوبز أمور أخرى .
عند وصول جوبز إلي المرحلة الإعدادية ، كان والده يعمل في شركة تصنيع أجهزة الليزر اللاكترونيات والمنتجات الطبية .بدأ جوبز في الاهتمام بهذا أيضًا ،وابدأ يصنع أدوات خاصة به بقطع الغيار التي يعثر عليها والتي يحضرها والده الي البيت، وكان احيانًا يشارك بمشاريعه في المدرسة أصبح "فرناندو" ، زميل جوبز في الفصل، صديقه المُقرب .حيث عمل معه في مشروع العلوم بدأ جوبز لزملائه باردًا وجافًّا ، وظهر بمظهر واثق من نفسه-ربما بشكل مبالغ فيه. ولكنه اعُتبر أيضًا ذكيًا وتلميذًا جيدًا جدًا. في الصف الثاني الثانوي ،بدأ صديق جوبز "فرناندو" يقضي الأمسيات ونهاية الاسبوع في مساعدة جاره ستيف وزنياك في صناعة كمبيوتر صغير في الجراج. كان وزنياك ، الأكبر من جوبز بخمس سنوات تقريبًا والمتقدم عليه في الدراسة بأربع سنوات ، تلميذًا نابغة في الرياضيات والعلوم والإلكترونيات في ''هومستد".
على رغم الفارق السني بينهما ، اتفق الاثنان منذ البداية . أثار وزنياك إعجاب جوبز بمعرفته بالالكترونيات .
تعامل "بول وكلارا" مع وعدهما بإرسال أبنهما إلى الكلية بجدية، وعلى مدار السنين إدخرا بعض ألاموال . لكنهما لم يكسبا قطّ ما يكفي من الأساس .وحين حان موعد تقديم طلبات التقدم للكليات لم يكن جوبز مهتمًا بكليات بجامعة "كاليفورنيا" كثيرًا ،على الرغم من أن جامعة حكومية مثل بيركلي كانت ستكون أرخص بكثير .اتجه العديد من زملائه إلي ستانفورد ، وكان بإمكانه الحصول على منحة دراسية هناك ولكنه رفض هذا الفكرة أيضًا ، متعلًلا بأنها جادة بدرجة لا تناسبه، وتناسب أكثر الشبان الذين يعرفون وجهتهم.
بعد زيارة لصديق في كلية "ريد"؛ وهي مدرسة صغيرة خاصة لفنون حرة ،رأي أنها مناسبة وكانت كلية ريد تضم حوالي١٢٠٠ طالب وكانت سمعتها طيبة في جذب ذوي التفكير الحر والباحثين الجادين ولكن كانت مصارف مدرسة ريد ١٣٩٠ دولًا في ١٩٧٣ مما يعادل اليوم حوالي ٢١٤٠٠ دولا .كان المبلغ أكثر مما يتحمَّل والداه .
ذُهل الاب وحاول أن يغير راي ابنه، وحاولت الام أيضًا كأنها خيرا هذا المعركة كما خيرا الكثير من المعارك قبلها .
استسلم الوالدان ووفرا بالكاد مصاريف الفصل الدراسي الاول كان جوبز يجمع زجاجات المشروبات الغازية فيمقابل الحصول على خمسة سنتات، وساعده ذلك على توفير الطعام
وقال لخريجي ستانفورد: ((كنت أسير سبعة أميال عبر البلدة كل ليلة أحد للحصول علي وجبة جيدة في الاسبوع وكثيرًا ما استقل سيارات الغرباء هو وفريدلاند معًا، واحيانًا ما كان "كوكتي" ورفيقته يصاحبانهما، حيث يرقصون ويغنون ثم يستمتعون بوجبة عشاء كاري النباتية المجانية.
في أوائل ١٩٧٤، بعد سنة ونصف تقريباً من وصوله إلى "ريد"، لم تظهر الفرصة المناسبة بعدُ، وكان جوبز يستعد للرحيل. كان يريد السفر للهند ،ولكن لم يكن لديه نقود. وهكذا عاد إلى البيت لمستقبل مظلم يكتنفه الشك.
شغل ستيف وظيفة مصمم العاب فيديو في شركة "آتاري" مصممًا على كسب ما يكفي للسفر
تحدث كبير المهندسين "آل ألكورن"معه، وراي (ضًا ما ، طاقة داخلية من نوع ما) أقنعته أن يمنح الطالب ذا التسعة عشر عامًا والمنقطع عن الجامعة وظيفة.
بعد أشهر قليلة أخبر جوبز رؤساءه في "آتاري" اللاستقالة للذهاب إلي الهند
قل إن ستيف وزنياك كان مبهورًا بفكرة الكمبيوتر في صندوق صغير . ولكن أقل ما يقال هو أن الفكرة قد الهمته بما يفوق الوصف . ولم يكن يطيق الانتظار حتي يجربها
ولكن في أوائل القرن العشرين طورت شركة ناهضة في وادي السيلكون اسمها "إنتل ايشون"رقيقة واحدة في حجم طرف الاصبع يمكن برمجتها للقيام بكل انواع الوظائف الجديدة والمختلفة.من ثَمَّ أصبح وحدة المعالجة المركزية(CPU)
حصل وزنياك على أول نفخة من هذا التطورات الهائلة في أول اجتماع لنادي كمبيوتر"هومبرو".
اخذ وزنياك ورقة البيانات معه الي البيت ودرس هذا النوع النوع الجديد من الرقائق .فجأة ،اكتَّشف له أمر ما.قال فيما بعد :(بدأ وكأن حياتي الماضية كلها تقودني إلي هذة النقطة).
بسرعة اكتشف وزنياك أن العاملين في"هيوليت" يمكنهم الحصول على خصم على "موتورولا" صغير بنفس إمكانية معالج "إنتل"ووجد بعد ذالك بديلا ارخص يمكن أن تشغل تصميمه كما تصور .اتخذ القرار على أساس اقتصادي،وليس هندسي ،وتبين فيما بعد أنه كان قرارًا مهمَّا ؛فقد كانت كل الكمبيوترات الأخرى تقريبا تُصمّم على رقيقة "إنتل" وكانت مختلفة بدرجة تجعل كل جزء من البرمجيات التي تستخدمها مُختلفة أيضًا.
بحلول أواخر يونيو
أحرز وزنياك تقدمًا مفاجئًا؛ كان قد جمع الرقائق ومصدًا للكهرباء وشاشة مفاتيح معًا .في أول مرة كتبه فيها باستخدام لوحة المفاتيح،ظهرت الحروف على الشاشة، بالضبط كما يُفترض بها أن تفعل كانت لحظة "اكتشافية عظيمة"
وبدأ الاثنين البحث عن مصدر لاستثمار المبدئي باع وزنياك آلته الحاسبة بمبلغ ٥٠٠ دولار، لكن المشتري لم يدفع له في النهايه الا نصف المبلغ .وباع جوبز حافلته الحمراء والبيضاء، لكن كان عليه ان ينفق جزء من الربح على اصلاحها بعد ان تعطلت بعد بيعها بوقت قصير تمكن الاثنين معا من توفير تقريبا تساوي خمسة آلاف دولار اليوم تقريبًا.
بعد ذلك، كان في حاجه لاسم لشركتهما. بينما كان وزنياك يوصل جوبز من المطار بعد عودته من رحله اخرى الى مزرعه "اول وان" اقترح جوبز اسم الكمبيوتر أبل (تفاحة)
كان عائدًا للتَّو من بستان التفاح، وكان وقتها يعيش على الفاكهة، وياكل كثير من التفاح. والافضل من ذلك هو ان الاسم يضعهما تقريبًا في مقدمة اي قائمه مرتبه ابجديًا وقبل "اتاري" في دليل التلفزيون حاولا العثور على اسم افضل من"ماتركس"،او"الإلكترونيات"،او"أكسيوتك"لكن بدا اسم ابل الانسب .
ولكن القلق الباب الاثنين من انهما قد يدخلان في مشاكل مع فرقه"البيتلز"، وهي الفرقه الرباعيه الشهيره والمعروفه بشعار التفاحه على تسجيلاتها (وتبين فيما بعد ان ذلك القلق كان في محله).
كما تخوَّف جوبز من أن يكون ابل اسمًا يتسم بشيء من الطفولية بما يتعارض مع رغبتهما في ان تؤخذ شركتهما على محمل الجد .ولكن عجزهما عن التوصل الى اسم افضل جعله ما يوافقان عليه
اقنع جوبز "رن وين" وهو مدير سابق تعرف عليه اثناء عمله في ورديات الليل في "اتاري"، بابتكار شعار ورسم مخططات للوحة الدوائر .انتج "وين" لوحة ذات نقوش دقيقه لنيوتن تحت الشجره وتفاحه براقه فوق راسه
وبينما كان يحرز تقدمًا فيما يخص أمر الشركة. بدا وزنياك يتخوَّف من العواقب: ماذا لو اضطر الى استخدام بعض افكاره لابل في عمله في"هيلوليت كارد"؟ ماذا لو أراد أن يشارك بأفكاره بطريقه اخرى؟ وليريح ضميره اخبر وزنك رؤساء في انه توصل الى تصميم كمبيوتر صغير ورخيص
عُقد اجتماع مع بعض مديريه هيوليت باكارد" وعرض وزنياك كمبيوتره اهتم الرؤساء، لكنهم لم يستطيعوا ان يتصوروا ان يكون الكمبيوتر من منتجات هيوليت باكارد"واخبروا وزنياك ان الشركه ليست مهتمه بالامر احُبط وزنياك لكنه كان يمكنه الان مواصلة العمل على الكمبيوتر بنفسه واتفق هو وجوبز على اقتسام حصتهما بالنصف لكنهما شعر انهما في حاجه الى الى شخص اخر للتاكد من صحة القسمة فجعل "وين" شريكا ايضا بنسبه 10 في المائه، مما جعل حصه كل منهما 45 في المائه.
أعد "وين" اتفاقًا ، وفي أول ابريل 1976 أسسوا شركة "ابل"
لكن هذا الإتفاق لم يعمر طويلًا
كان ويل في الاربعينيات وكان محافظا جدا بالمقارنة بشريكيه اللذين كان في العشرينات وكان قد سبق أن تعرض بالفعل خسائر كبيره وهو يحاول أن يبدأ شركة لآلات تعمل بوضع النقود فيها وفشل لذا فإذا حدث وتعرضت أبل لمشاكل سيصبح في منطقه خطر مرة اخرى وعندما فكر في ذلك تلبسه القلق وتردد قال:(( كُنت قد عرفت ما الذي يصيبني بعسر الهضم .ولو كانت أبل قد فشلت لاضاف ذللك جُرحًا جديدا الي جراحي الموجودة .كان ستيف جوبز شعلة متوقدة وكنت أنا فقدت الطاقه المطلوبه للتعامل معه مثل هذة الشعلة)).
بعد التوقيع بوقت قصير خرج من الشركه واستلم 800 دولارا ..
وقتك محدود، لذلك لا تضيعه بأن تعيش حياة شخص آخر. لا تَكُن محاصراً بعقيدة الأخرين أو تعيش وفق نتائج تفكير الآخرين، لا تدع ضجيج آراء الآخرين يُغرق صوتك ورغبتك الداخلية . والأهم من ذلك، تحلَّ بالشجاعة لمتابعة قلبك وحدسك وكن ما أنتَّ عليه.
اكمل القصة:الجزء الثاني
Comments
Post a Comment