د.على مصطفى مشرفة
لا تقولوا إن مشرفة مات لا.. لا إننا محتاجون إليه، إنها خسارة كبيرة، لقد كان رائعا وكنت أتابع أبحاثه بكل ثقة لأنه من أعظم علماء الطبيعة فى العالم .
كلمات البرت أينشتاين في رثاء العالم الجليل د. علي مصطفى مشرفة
ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة في الحادي عشر من يوليو سنه، 1898بحي المظلوم مدينة دمياط .
وكان والده ذو اليسر والجاه قد عرف الإمام جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده
قد قضى مشرفه السنوات الأولى من طفولته في رغد من العيش وهناء البال، إلى أن حلت بوالده أزمة من أزمات القطن الشهيرة التي كانت تهز الاقتصاد المصري فتهوي بالأغنياء إلى قاع الفقر على أن المسالة لم تقف عند هذا الحد من الفقر بعد الغنى، وإنما تركت بصماتها في الحياة العائلية والاجتماعية للاسرة صاحبنا عندما ترك والده الحياة الدنيا إلى الأخرة قبل أمتحان الإبتدائية بشهور، دخل امتحان وأحراز المركز الأول على القطر المصري وكان لمشرفة اخت في السن وهي السيده نفيسة تزوجت من محمد بك الجندي ثم ثلاث إخوة: د.مصطفى وكان أستاذاً للغة الإنجليزية في آداب القاهرة، ودكتور عطية وكان مدير مكتبة جامعة القاهرة، واللواء حسن مشرفة وكان مدير المرور .
انتقل مشرفة إلى حي عابدين بالقاهرة حيث قام قريبًا من والدة المهم،التحق مشرفة بالمدرسة السعيدية، وظل علي العهد استاذًا في طلب العلم حتى أن مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه الا بالسيد تقديرًا وأعجابًا.
توفيت والدته قبل ان يؤدي أمتحان البكالوريا اعلنت نتيجة البكالوريا أن علي مصطفى مشرفة كان المركز الثاني على طلبة القطر المصري وأصبح مشرفة في يده سلاح من أفضل الأسلحة وأقواها على فتح أبواب الوظائف الحكومية غير أن مشرفة لم يفتح بذلك السلاح بابًا من هذة الأبواب ولا باب كلية الطب التي كانت _ولازالت_ تستهوي الاوائل، وإنما أثر على ذلك أن يلتحق بالمدرسة المعلمين العليا، وكانت الدراسة فيها ثلاث سنوات كان ترتيبه الثاني على الدبلوم أخذ يدرس من أجل الحصول على درجة البكالوريوس في الرياضة
وحصل على درجه البكالوريوس مع مرتبة الشرف في ثلاث سنوات
تأججت مصر 1819 ضد المستعمر الانجليزي وصاحبنا يدرس في بلاد هذا المستمر،احس بحرج موقفه وكتب يستشير أخاه فأشار إليه بالبقاء، ثم سُجن شقيقه ولما علم بسجن أخيه كتب من لندن كتابًا يفتخر فيه بأخيه الذي اعدى ضربة الوطن نيابة عن الأسرة
وبعد أن حصل مشرفة على درجة البكالوريوس العلوم من جامعه لندن كتب استاذته يشيرون على الوزاة في مصر بإتاحة الفرصة حتى يدرس للحصول على الدكتوراة في فلسفة العلوم إلى أن نفوذ المستعمر في الوزارة كانت شر عائق ولكن الله سبحانه وتعالى قيض أحمد طلعت باشا ذات يوم ليكون على رأس الوزارة وكان يمُت إلى عائلة مشرفة ،رخصت له الوزارة بإستمرار للحصول على درجة دكتورة ولم يكن مشرفة ينتظر مثل هذا القرار ليواصل دراسته، وإنما كان يدرس ويبحث اثناء الليل واطراف النهار
1923 حصل على الدكتورة في فلسفة العلوم وهكذا أصبح الدكتور مشرفة عضوًا في الجمعية الملكية البريطانية، ونشرت له المجلات العلمية العديد من الأبحاث في نظرية الكم
اخذ مشرفة يحاضر العلماء من أعضاء الجمعية الملكية يومًا بعد يوم ولم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره
ثم عاد إلى مصر ليعمل مدرسًا بمدرسة المعلمين العليا
وكانت مثل هذه الاستاذة مكان رفيعة لايصل إليها إلا العلماء الأجلاء الذين أشتعلت رؤوسهم شيبا
وصل مشرفة ليله بنهاره حتى انتهى من اعداد أطروحة دكتوراة العلوم في شهر سبتمبر عرضها على استاذه ريتشارد سيون؛ ولم تكن جامعه لندن تسمح بدخول أمتحان هذة الدرجة الإ بعد مرور عامين من درجة فلسفية العلوم، وتقدم مشرفة _بناء على طلب استاذه_ يلتمس اذنًامن مجلس إدارة الجامعة يمكنه من دخول الامتحان في اقرب فرصة نظرًا أنه نسر ابحاثًا علمية،ووافقت الجامعة، ...
ولم يطل مشرفة في الإنتظار فقد أعلنت نتيجة الأمتحان سريعًا، وليس للنتيجة الا مدلول واحد، هكذا أصبح مشرفة العالم الحادي عشر
في العالم الذي حصل على درجة الدكتورة في العلوم، وأول عالم مصري يحصل على هذه المكانة الرفيعة.
أستطاع أن يواصل ما بدأ من البحث عن حركة الكترون كظاهرة الموجات وعن ميكانيكا الموجات والمفهوم المزدوج للمادة ولم تكن هذا الامهدًا للبحث اللامع وصار ذكراه على كل لسان وخلد به المصري في الدنيا البحوث الكونية، وجعل عنوانه:
وقد أثبت مشرفة أنهما بالفعل صورتين لعملة واحدة وأصبحت هذه القاعده العلمية التي تقول بأن المادة والطاقه صورتين شيء واحد تقوم ان الماده والطاقه والإشعاع ليست إلا صورتان لشيء واحد ، تقوم أن المادة أن المادة والطاقة والإشعاع ليست إلا شئًا واحدًا.
في ذات العالم نشر مشرفة بحثًا عن معادلة ماكسويل والسرعة المتغيرة للضوء..
ثم أخذت أبحاثه اتجاهًا أخر نحو مبادئ الانهاية، وخطوط الطول والزمن وسطوح الموجات المتعلقة بها
آمن مشرفة إيمانًا عميقًا بالعلم وأهمية تطبيقه في الحياة
وقد ظل يدعو إلى البحث عن اليورانيوم في صحراينا الشرقية ويؤكد أن هذا المعدن موجود في طبقات الأرض
لما دعى مشرفة لإنشاء ما يسمى الآن بالمركز القومي للبحوث كان الزعماء يقولون أن هذا الرجل يفكر بعقلية لا تعيش في هذة البلد.
وقد ذكر مشرفة نفسه في مقدمة كتابه " الذره والقنابل الذريه"
ولو تكلمنا قليلًا عن سبب تسميته باينشتاين العرب لقولناانه :
أول عميد لكلية العلوم 1936
وحصل على لقب الباشوية من الملك فاروق
كما أن أبحاثه لاقت أهمية كبيرة في العالم، كانت في نفس المجال الموضوعات التي دارت حولها أبحاث البرت اينشتاين..
وأما عن الأثر الطيب الذي تركه فقد تتلمذ علي يده مجموعة من أشهر علماء مصر ومنهم: سميرة موسى، فهمي إبراهيم ميخائيل، محمد مرسي احمد، عفاف صبري وغيرهم ..
وبعض مؤلفاته العريقه التي تركها
الهندسة الوصفية 1937
مطالعات علمية 1943
الهندسة وحساب المثلثات 1947
الذرة والقنابل الذرية1945
الميكانيكا العلمية والنظرية 1937
وغيرهم ..
رحل عن الدنيا في 15من يناير 1950،وهناك شك في كيفية وفاته قال البعض أنه أثر أزمة قلبية وبينما البعض الآخر انه مات مسمومًا وأن أحد عمليات الجهاز الموساد الإسرائيلي كان خلف وفاته أو احد مندوبي الملك فاروق ..
ولكن كل هذا نفاه شقيقه د.عطية مشرفة في كتابه "د.علي مصطفى مشرفه ثروة خسرها العالم"
وأكد أنه مات على فراشه
رحل الدكتور مشرفة تاركًا الميراث من أعظم ماقد يرثه إنسان وارث العلم النافع والسيرة الطيبة لوطنه ولكل العرب.
بعض الاقتباسات
وكما أن الإنسان لا يكون إنسانًا إلا إذا سما فكره، واتسع إدراكه، وتفتق ذهنه، فكذلك حياته الاجتماعية، ونُظمه السياسية يجب أن تُبنى على مُثُل عُليا من العدالة الاجتماعية، ورغبة في خير البشرية … فلا يعيش الناس كالأنعام؛ يفترس قويها ضعيفها، ويجور كبيرُها على صغيرها … فينتشر الظلال، وتعم الجهالة
ومن أصعب الأمور على العالم أن يقنع الجاهل بقيمة العلم، كما أن من أصعب الأمور على قواد الفكر في أمة جاهلة أن يقودوا الرأي العام فيها إلى الاهتمام بالعلم.
أما العامة من الناس فلا يقنعهم المنطق، ولا يخضعون لسلطان العقل
Comments
Post a Comment