بيتهوفن _Beethoven
أنا أعزف من أجل الأجيال القادمة
ولد لودفيج ڤان بيتهوفن في السابع عشر من ديسمبر 1770،ولا يوجد سجل أصلي عن تاريخ ولادته؛ ولكن وفقًا لتعاليم الكنيسة
الكاثوليكية قُيد بهذا التاريخ.
وعلى الأرجح أنه وُلد 16 من ديسمبر لسيادة تقاليد بِلاد الراينلاند في تلك الحقبة أن يُعمّد الطفل في اليوم التالي .
ومن الجدير بالذكر أن بيتهوفن من عائلة فنانين، فكان جده موسيقي أيضاً وسُميَ على إسمه لودفيج ڤان بيتهوفن وكان أول مدرس بيتهوفن هو والده يوهان،وكان معروفًا بحدة شخصيته وشدة غضبه
وتعلم أيضاً على يد
كريستيان جوتلوب نيفي، وجوزيف هايدن، وأنطونيو سالييري ، وماتزيو كلمنتي
عانا بيتهوفن كثيراً بسبب مشاكل صحية، فكان يعاني من تشمع الكبد، التهاب الكبد الكحولي، غرناوية، تسمم بالرصاص، داء ويبل ،الربو، والصمم..
كان بائساً في حياته فأصابه بالصمم وآلام بطنه المذمنة التي بدأت في العشرينات من عمره أدت به للانتحار مرات عديدة وهذا ما ظهر في وصيته التي أرسلها إلى اخويه (كار، ولكورس)
وقيل أن بيتهوفن كان عزيز النفس وكان يستحقر السلطات والمجتمع الطبقي الذي كان يعيش فيه.
كان يتوقف عن العزف في الحفلات إذا ما صار الجمهور يتحدثون فيما بينهم أو ما مُنح الاهتمام الكافي .
كما كان يرفض العزف إذا ما دعي فجأة لذلك وبدون ميعاد
كان شخصية أرستقراطية متاثرًا بثورة الفرد على الذل والعبودية.
ذُكر أن بيتهوفن كان يؤلف سمفونيته الثالثة أهدائًا لنابليون ، وفي أثناء ذلك جاء وصلة أخبار بإعلان نابليون نفسه إمبراطورًا على فرنسا، فغضب لذلك وقال : "إذًا فهو كباقي الناس جاء ليدوس على حقوق الإنسان، ويتمادى في اطماعه الشخصية".
وأمسك بصفحه عنوان السيمفونية من أعلاها ومزق اسم بونابرت ورمى بها أرضًا وسماها: سمفونية البطولة_ في ذكرى رجل عظيم .
تاثر بيتهوفن بشكل واضح باسلوب موتسارت وهايدن
فكانت أعمال بيتهوفن المعروفة بخماسية السانو والريح تشابه كثيراً مع اعمال موتسارت.
قسم المؤرخون حياة بيتهوفن إلى ثلاث فترات:
فتره مبكرة، فترةمتوسطة ، وفترة متاخرة
1802 نهاية الفترة المهنية المبكرة
وتمتد الفترة المتوسطة حتى عام 1814
والفتره المتاخرة فتبدأ من 1815 حتى وفاته .
وتأثر بيتهوفن بموسيقى هايدن وموتسارت وكانت تلك هي فترة التعليم
حيث كانت له توجهات واسعة في تأليف الموسيقى وألف عد مقطوعات منها السيمفونية الأولى والثانية ،وسداسية الرباعيات الوترية كل هذا في الفترة المبكرة.
و عودة بيتهوفن من هيلتيات إلى فيينا بدأت الفترة المتوسطة من حياته، حيث تغير أسلوبه الموسيقي وبدأ سمعه يضعف تدريجيًا وتعتبر هذة المرحلة لأكثر إنتاجة وقد ألف منها 6 سمفونيات
وأخر ثلاث كونشرتو لبيانو، وخمس ربعيات وترية والكثير من السوناتات الشهيرة مثل: سوناتا ضوء القمر ،وسوناتا العاصفة، وسونات الكمان..
كما ألف في تلك الفتره الاوبراية الوحيده ڤيديلو
1815: بداية الفترة المتاخرة من حياة بيتهوفن المهنية
أختلف أسلوبه تماماً بالوصول إلى تلك المرحلة حيث أنه صار أصمماً تماماً، ومن هنا تميزت موسيقاه بعمقها الفكري والإبداعي في التأليف
وكان من أشهر ما ألفه في تلك الفترة هي السمفونية التاسعة
كان بيتهوفن معروفاً بالكبرياء
حيث كان الموسيقيون في آن ذاك يعاملون معاملة الجهلاء والخدم، فكانوا يدخلون من الأبواب الخلفية أما هو ..
فكان لا يعترف بذلك وكان يصير دائماً على دخول القصور من أبوابها الرئيسية وذلك لأن الفنان إنسان شامخ
يجب معاملته على أرقى مستوى
بإلاضافة أنه كان شديد الإهتمام بالكتب. مثقفًا بمختلف أنواعها وقد قرأ لشكسبير وأفلاطون وساعدته هذه الثقافه كثيراً في نمو شخصيته الموسيقية
وتروي بعض القصص :
بيتهوفن بينما كان يسير مع صديقه الشاعر جوتة بعد تقديم سيمفونيته السابعة في فيينا كان يتحدثان عن الحفل الناجح والسمفونية السابعة التي لاقت نجاحاً كبيراً في أول عرض لها قال بتهوفن :" إن الملوك والأمراء لا يملكون القدرة على الإبتكار وتقديم الفنون ولكنهم يقدمون فقط الأوسمة والألقاب إلى من يشاءون لذلك ، إن أعظم الناس في العالم هم الكُتاب من أمثالك والموسيقيون من أمثالي. فنحن نستطيع عمل ما لا يستطيع غيرنا عمله."
ولكن هذا الحديث لم يعجب "جوته" وبالصدفة كانت تقترب منهم عربة تجُرها خيول، فتوقف جوته عن السير وخلع قبعته للأمير تحيه له أما بيتهوفن فاكتفى بأبتسامة ساخرة.
توفي بيتهوفن في السادس والعشرين من مارس 1827 عن عمر يناهز ال 56 عامًا. عن تليف في الكبد وكان هناك خلاف حول سبب وفاته
وأقترح الباحثون عدداً من الأمراض وهي : تشمع الكبد، الزهري، التسمم بالرصاص، التهاب الكبد الوبائي
وأكد الباحثون أنه مات مسمومًا دون قصد عن طريق تناول جرعات تحتوي على نسبة عالية من الرصاص تحت إشراف طبيب.
29 مارس 1827
اقيم موكب جنازته الذي حضره ما يقارب 20000 شخص
ودُفن بيتهوفن في مقابر حي فيهرنغ الواقع شمال غرب فيينا .
أستطاع بيتهوفن أن يكمل مسيرته حتى بعد وفاته، وأن يوصل رسالته إلى مختلف بقاع الأرض ومختلف اللغات والجنسيات
دون أن يحتاج إلى مترجم.
مصادر :
Comments
Post a Comment